عرفت التجارة الالكترونية بولاية بشار في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظا، خصوصا بعد جائحة كورونا، حيث أنشأ شباب صفحات تواصل اجتماعية ومواقع إلكترونية يتم من خلالها عرض سلع متنوعة.
شملت العروض في هذه الصفحات أجهزة كهرومنزلية وملابس وهواتف نقالة وإكسسواراتها و مجوهرات وأثاث منزلي، وتوصيلها إلى زبائنهم في أسرع وقت وبأسعار تنافسية، ما جعل هذه التجارة تحظى بأهمية لدى سكان الولاية الذين أصبحوا يقبلون على شراء السلع من خلال المواقع الالكترونية.
جعيد جمال الدين نموذج لأحد هؤلاء الشباب بولاية بشار، متحصل على شهادة ماستر علوم سياسية وعلاقات دولية، أسس موقعا خاصا بممارسة التجارة الالكترونية، يقول في حديثه مع “التنمية المحلية” “إن جائحة كورونا جمدت نشاط عديد المحلات التجارية، ما ساعد على ازدهار التجارة الإلكترونيةفي الولاية. وهو ما دفعني إلى التفكير في انشاء موقع إلكتروني لممارسة التجارة الإلكترونية وتطويرها”. ويواصل حديثه ” حصلت على سجل تجاري في أكتوبر 2021، ثم مقر بمشتلة المؤسسات ببشار بعدما رافقتني في المشروع”.
“نسعى إلى تلبية مطالب سكان بشار”
وأشار جعيد أن فكرة المشروع ساهمت أيضا في حل بعض المشاكل التي يعاني منها الزبائن في ولاية بشار، والمتعلقة بخدمات ما بعد البيع باعتبار أن هذه الخدمة غير موجودة، وإن كانت متوفرة فإنها ضعيفة، خصوصا أن معظم المواقع الالكترونية متمركزة في الشمال، بحيث أنهم عندما يقومون بشراء سلعة من الولايات البعيدة، يصعب عليهم إرجاعها في حالة ما اذا كانت بها عيوب على سبيل المثال، وهو ما يفسد العلاقة بين الموقع الذي يبيع السلع والزبون، فضلا عن مشكل آخر يتمثل في مصاريف التوصيل الباهضة.
وأضاف ” هدفي من التجارة الالكترونية هو تلبية متطلبات الزبائن في ولاية بشار وولايات الجنوب الغربي، بجعلهم يختارون السلعة وما يناسبهم من أسعار، وأن أقوم بتوصيلها إليهم دون أن يتنقلوا، وهو ما أسعى إليه من خلال تواجدي في المنطقة” .
“التعامل بالدفع الالكتروني يسهل تجارتنا”
يستطرد المتحدث قائلا ” كذلك يهدف مشروعنا إلى توسيع عملية التسويق الإلكتروني، من خلال نشر ثقافة التجارة الالكترونية لدى الناس، لمواكبة العصر، إضافة إلى زرع الثقة بين الموقع والزبون، من خلال التركيز على أمرين، التوصيل المجاني للسلعة، بعد إزاحة عبئ مصاريف الشحن، و خدمة ما بعد البيع. كما نطمح بالموازاة مع ذلك إلى التعامل ببطاقات الدفع الإلكتروني”.
ويتابع صاحب الموقع قائلا ” أكبر المشاكل التي واجهتنا السنة الماضية هو نقص السيولة على مستوى مراكز البريد، ولو كانت ثقافة التعامل ببطاقات الدفع الالكتروني منتشرة لدى عامة الناس، لما كنا في حاجة إلى التعامل بالأوراق النقدية”.