لا تزال أزمة حليب الأكياس المدعم لم تعرف انفراجا بولاية سيدي بلعباس، ولا يزال مواطنون يتهافتون على نقاط بيعها لاقتنائها بكميات تفوف غالبا حاجياتهم.
رغم رفع كمية انتاج حليب الأكياس المدعم خلال شهر رمضان إلى 174 ألف لتر يوميا للتصدي لنقص المادة بالسوق، الا ان الطلب فاق العرض.
وأوضح المدير العام لملبنة ومجبنة تسالة لمجمع جيبلي سيدي بلعباس للحليب ومشتقاته، أن كمية 105 الف لتر توجه لتموين سكان ولاية سيدي بلعباس، اما باقي الكمية المنتجة يوميا فتوزع على الولايات المجاورة وهران، عين تموشنت، غليزان وتلمسان.
وحسب المسؤول ذاته، ضاعفت المؤسسة الاقتصادية انتاجها وأصبحت تعمل بنظام 3 فرق على مدار 24 ساعة طول الأسبوع، دون الوصول إالى حل لمشكل الطلب المتزايد الذي يسجل منذ أشهر.
ويبقى مشكل بودرة الحليب من المشاكل التي تزيد من تفاقم الوضع، حيث موّن الديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته، المؤسسة بـ 50 طن من بودرة الحليب قبل شهر رمضان استعملت لانتاج كمية من الحليب. كما استقبلت الملبنة الاثنين الفارط كمية 56 طن من البودرة التي كانت تخصص لمؤسسة “فرومالي” التي توقفت عن الانتاج، لتمكينها من انتاج كميات كافية من الحليب المدعم تلبي طلبات البلديات.
تموين ملبنة تسالة بـ 252 طن شهريا من بودرة الحليب
وأكد المدير العام لملبنة تسالة أن حصة مؤسسته من البودرة هي 252 طن شهريا، من تموين الديوان الوطني المهني للحليب ومستقاته.
وبالمقابل انخفضت كميات حليب البقر، حيث أصبحت المؤسسة تجمع 14 الف لتر يوميا بعدما كانت تتحصل على 24 الف لتر يوميا. وتستعمل هذه الكمية لصنع الأجبان. ويعود الأمر حسبه إلى توجه الموالين إلى الملبنات الخاصة لبيع منتوجهم من الحليب بسعر يفوق السعر الذي تشتري به الملبنة العمومية.
للإشارة أصبحت الملبنات الخاصة تشتري حليب البقر لانتاج حليب الأكياس لعدم مقدرتها على استيراد بودرة الحليب وكذلك تقلص حظيرة الأبقار الحلوب عبر تراب الولاية بسبب غلاء العلف وتقلص مساحات الرعي، وكلها أسباب أثرت على انتاج حليب البقر.
ويذكر المسؤول عن المؤسية الاقتصادية العمومية ان هذه الاخيرة كانت تنتج في العادة 81 الف لتر يوميا منها 46926 لتر مخصصة لولاية سيدي بلعباس.
ورغم رفع الانتاج ومضاعفته إلا أن المؤسسة لا تقوى على تلبية الطلب الكبير على حليب الأكياس المدعم، والذي يعود حسب تقديره إلى انخفاض القدرة الشرائية ما دفع بالمواطنين الى شراء الحليب المدعم بـ 25 دج.
أما تجار تجزئة المواد الغذائية فأرجع بعضهم أزمة الحليب إلى قلة الكميات الموزعة عليهم من الحليب المدعم. من جهتهم استنكر مواطنون الوضع الذي أصبح يؤرقهم خاصة وأن بعص التجار استغلوا الفرصة لإجبار المستهلك على شراء كيس من اللبن مقابل كيسين من الحليب المدعم ومنهم من رفع سعره إلى 30 دج.
من جهته، أكد رئيس المكتب الولائي للجمعية الولائية لحماية المستهلك وإرشاده ومحيطه، أن تدهور القدرة الشرائية للمواطن والغلاء الفاحش الذي تعرفه المواد الاستهلاكية دفعت إلى ارتفاع الطلب عن حليب الأكياس المدعم والتهافت على نقاط بيع ملبنة تسالة، بدل شرائه بـ75 دج للكيس، كما ان التوزيع غير منظم على التجار دفع بهؤلاء إلى بيعها لزبائنهم الاوفياء دون غيرهم، على حد قوله.