عبر فلاحو ولاية قالمة عن قلقهم حيال محصول السلجم الزيتي بالولاية، والذي من شأنه أن يرهن المشروع الطموح لتعميم زراعة هذا المنتج.
طلب المعنيون من وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على فضيحة اقتناء بذور فرنسية أفشلت زراعة السلجم الزيتي بقالمة، بعد أن حققت العام الماضي أرقاما ايجابية.
مخاوف وقلق
هذا وينتظر منتجو السلجم الزيتي بقالمة، مصير حقولهم بعد أن أصبحوا في حيرة من أمرهم خصوصا وأن الافلاس يهددهم حيث لم تنجح زراعة بذور “ليديا ” الفرنسية في إنتاج السلجم الزيتي.
ووجه النائب البرلماني عن ولاية قالمة، هشام صفر سؤالا الى وزير الفلاحة، ودعاه لإيفاد لجنة تحقيق لتحديد أسباب ما يسميها فضيحة بذور غير ملائمة وغير صالحة للمناخ، وهو ما يؤكده مهندسون فلاحيون.
وتحدث النائب عن وجود لوبيات تسعى الى التلاعب بالامن الغذائي للجزائر، بالرغم من تأكيد رئيس الجمهورية على أن الإنتاج الفلاحي يعتبر قضية مصيرية للأمة ومسألة كرامة وطنية.
وتشير مصادر محلية الى إيهام الفلاحين باستعمال بذور ليديا الفرنسية بدل بذور ” انفيقور” الألمانية، والتي حقق فلاحو قالمة من خلالها نتائج باهرة العام الماضي، وهو ما جعل المتتبعين للشأن الفلاحي يصفونها بالمؤامرة التي تهدف إلى إفشال برنامج السلجم الزيتي وتنفير الفلاحين مستقبلا عن زراعته من خلال بذور فرنسية هجينة غير ملائمة لمناخنا والترويج لبذور أخرى على أنها ذات جودة لقتل إنتاج البذور المحلية.
قدرات
وقدرت المساحة الاجمالية المزروعة بولاية قالمة، هذا العام بـ 1252.25 هكتار، اذ تمثل 80 % من الأراضي الاجمالية المزروعة بالسجم الزيني بولاية قالمة أي 900 هكتار، 350 هكتار منها للمزارع النموذجية و550 هكتار للفلاحين الخواص.
وقد سجل ضعف ملحوظ في محصول السلجم الزيتي إذ لم يتعدى لحد الساعة طول 15سم، إضافة إلى غزو الحشائش الضارة للمحصول لعدم فاعلية مبيد الاعشاب المرفق مع بذور “صنف ليديا الفرنسية” ، وحسب المختصين في الشأن الفلاحي لن يتم الحصاد، لتكون بذلك 900 هكتار كلها مهددة بالتلف.
للإشارة، لقيت زراعة السلجم الزيتي في موسمها الأول بالولاية قالمة، حماسا كبيرا لدى الفلاحين خاصة منتجي الحبوب الذين أدرجوها على رأس الدورة الزراعية، وتناوب المحاصيل مع الحبوب، واستغلال الأراضي البور وذلك بمعدل 59 فلاح على مستوى 16 بلدية، حيث تمكنوا في أول تجربة من تجميع أكثر من 4400 قنطار من السلجم الزيتي بعد استخدامهم لبذور المانية صنف INVIGOR اذ نجحت كل المستثمرات المنخرطة في التحكم الجيد في المسار التقني للنبتة وذلك بمرافقة من المصالح الفلاحية، حيث وصل معدل مردود الهكتار الواحد الى 25 قنطار وهو ما شجعهم هذا الموسم لتوسيع نطاق زراعتهم للسلجم الزيتي بزيادة كبيرة للمساحة المزروعة التي قدرت بـ1252.25 هكتار غير انهم تفاجأوا بعدم تلبية طلباتهم باقتناء نفس الصنف من البذور.