أكد المشاركون في الملتقى الجهوي الأول حول “دور المجتمع المدني في تحقيق الأمن المائي” اليوم السبت بسكيكدة، على “ضرورة اتخاذ جميع التدابير الملائمة لتعبئة مختلف فواعل المجتمع المدني للإسهام في بناء مفهوم المواطنة البيئية”.
أبرز متدخلون في هذا اللقاء، بمتحف المجاهد العقيد علي كافي بمبادرة لمكتب ولاية سكيكدة للمنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة بحضور ممثلين لذات المنظمة لولايات شرق البلاد، “أهمية التوعية للمحافظة على المياه لتحقيق الأمن المائي من خلال شرح مفهوم المواطنة البيئية”.
وأوصى المشاركون بـ”ضرورة اعتماد مقاربة العمل التشاركي المدمج بين جميع الفاعلين والمتدخلين والهيئات الوصية بهدف التوعية بشأن ترشيد استهلاك الماء والمحافظة عليه والعمل جماعيا لأجل بلورة فعلية لمفهوم الأمن المائي”.
ضرورة نشر الوعي للحفاظ على الماء
وشددت توصيات هذا اللقاء على “أهمية تفعيل المبادرات المحلية الجوارية المتعلقة بنشر الوعي فيما يخص الحفاظ على الثروة المائية وتثمينها فضلا عن تعزيز الوعي لدى الفلاحين خصوصا بالتوجه نحو التقنيات الجديدة للسقي كنظام التقطير أو المياه المستعملة بعد معالجتها للحفاظ على المصادر الأساسية للثروة المائية”.
ودعا المشاركون إلى التجند لإنجاح مسعى إعادة إحياء مشروع السد الأخضر خصوصا وإعادة الاعتبار للغطاء الغابي المتضرر من الحرائق وذلك في سياق الإجراءات الإيكولوجية التي تحد من ظاهرة الجفاف وتعبئة المجتمع المدني لأجل المساهمة في التدابير الوقائية من ظاهرة حرائق الغابات.
وتضمنت توصيات اللقاء “ضرورة تثمين الثروة المائية الضخمة التي تمتلكها البلاد بالصحراء الكبرى وتوجيهها في إطار تنمية وطنية بيئية مستدامة”.
في السياق، ركزت آمال سعدية، مهندسة دولة في الموارد المائية بمصلحة التطهير بمديرية الموارد المائية لولاية سكيكدة في مداخلتها بعنوان: “الموارد المائية في الجزائر، تحديات الواقع والآفاق”، على الجانب المتعلق بالحفاظ على الثروة المائية الباطنية من التلوث والاستغلال المفرط.
وأوضحت أن الحفاظ على الثروة المائية يكون عن طريق ترشيد الاستهلاك وتوعية المجتمع المدني بعدم تبذير هذه الثروة والحفاظ على شبكة المياه الصالحة للشرب من التسربات فضلا عن الحفاظ على سلامة السدود والمنشآت الضخمة وخزانات المياه وإنشاء المزيد من محطات تحلية مياه البحر وإعادة استعمال مياه المصبات من محطات التطهير في الزراعة.
الإعلام البيئي والمواطنة
من جهتها، تطرقت مفيدة توامي، رئيسة مصلحة الإعلام والتحسيس بوكالة الحوض الهيدروغرافي لقسنطينة، إلى دور الوكالة في التوعية والترشيد، حيث ذكرت بالبرنامج المسطر من قبل الوكالة والذي يشمل جميع شرائح المجتمع.
من جانبها، أبرزت هالة ذغمان، أستاذة محاضرة بكلية الإعلام والاتصال بجامعة 20 أوت 1955 لسكيكدة في مداخلتها بعنوان “الإعلام البيئي وعلاقته بنشر ثقافة ترشيد استعمال المياه كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة” دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة الوعي بمختلف جوانبه البيئي بشكل عام والمائي بشكل خاص عن طريق البرامج التي تبث في وسائل الإعلام والتي تساهم بشكل كبير في نشر الوعي المائي.
ويرمي هذا الملتقى إلى شرح مفهوم المواطنة المائية والوقوف على دور التوعية الذي يقوم به المجتمع المدني للحفاظ على الموارد المائية،حسبما ذكرته السيدة جميلة موات رئيسة المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة.