أزالت السلطات الولائية بسكيكدة رداء الصفيح من مدينة 20 أوت 55، عشية الاحتفالات المخلدة لاستقلال الجزائر، بعد عدة عمليات لإعادة إسكان سكان أحياء قصديرية، كانت تنتشر بمدينة سكيكدة.
توزيع 3536 وحدة سكنية
انطلقت عملية توزيع 3536 وحدة سكنية بولاية سكيكدة، من مختلف الصيغ، بتوزيع بصفة رمزية 370 مفتاح على مستحقيها.
وقالت الوالي حورية مداحي، على هامش احتفالية بقصر الثقافة، على شرف المستفدين أن هذه العملية “خير دليل على الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية، في مجال السكن، والتي تتجسد في نقلة نوعية بهدف تحسين معيشة العائلات، بالمناطق الحضرية والريفية، وكذا القضاء على معظم نقاط السكن القصديري”.
وأوضحت الوالي، أنه تم القضاء نهائيا على الحي القصديري بوعباز، الذي يعد أقدم الأحياء القصديرية الموروثة عن العهدة الاستعمارية بولاية سكيكدة، وقالت أنها حرصت شخصيا، رفقة مختلف اطارت الولاية والسلطات المدنية والعسكرية، على إنجاح عملية إعادة الإسكان للعائلات، حتى لا تمر ذكرى عيد الاستقلال بوجود حي قصديري بني بالحقبة الاستعمارية”.
وأضافت والي سكيكدة، ان القضاء النهائي على حي “بوعباز” القصديري، جاء بعد إعادة إسكان 1809 عائلة بسكنات جديدة، لائقة بكرامة المواطن، وتليق بالجزائر الجديدة، وأشارت الى ان هذه الاحياء الجديدة، تتوفر على كل الظروف الضرورية للمعيشة.
وذكرت مداحي، انه خلال مدة 10 أشهر، وهي مدة تواجدها على راس ولاية سكيكدة، سلمت ما يقارب 7000 وحدة سكنية، بكل الأنماط، مست معظم بلديات الولاية، مؤكدة أن الجهود ستبقى مستمرة ومتواصلة، مع حرصها الشخصي على تذليل الصعوبات والعقبات تماشيا والسياسة التي سطرتها السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستئناف كل الورشات المتوقفة، والانطلاق في ورشات جديدة، استجابة لمتطلبات المواطن، رغم الظروف الصحية والاقتصادية، التي شهدها العالم في السنتين الأخيرتين، ما يؤكد ان قطاع السكن يشغل حيزا هاما في سياسة الدولة.
وشددت الوالي على تجسيد كل البرامج التي تتعلق بتحسين ظروف معيشة المواطن من السكن، والمرافق العمومية، والربط بطاقتي الكهرباء والغاز، وفتح مسالك والطرق بالمناطق النائية، وذلك في ظل الجزائر الجديدة.
ترحيل 489 عائلة من هضبة بوعباز
للإشارة، رحّلت السلطات المحلية لسكيكدة، أمس الجمعة، 489 عائلة من هضبة بوعباز، إلى سكنات جديدة في الأحياء السكنية المتواجدة ببلدية سكيكدة، على غرار احياء، 318 مسكن الزفزاف.، 70 مسكن الماتش، 800 مسكن بوعباز، 216 مسكن بالزفزاف، 500 مسكن ببوزعرورة، وحي 218 مسكن بشارع هواري بومدين مرج الذيب.
وتعتبر العملية الثالثة من نوعها، حيث تم القضاء على الحي القصديري هضبة بوعباز، وبذلك أُعيد إسكان 1809 عائلة عبرت عن فرحتها بتسلمها السكنات الجديدة.
وعرفت مدينة سكيكدة التي كانت تتوسط عدة احياء قصديرية، عديد عمليات إعادة الإسكان، بإزالة حي “الماتش” القصديري الشهير بجنوب المدينة، وحي بحيرة الطيور القصديري، المتاخم لمستشفى عبد الرزاق بوحارة. وأخيرا “تجمع” للأحياء القصديرية، بهضبة بوعباز التي كانت نقطة سوداء على مر السنين، ليتم القضاء على كل جيوب القصدير، كحي لوزاث، المنطقة الصناعية، وباقي البوت الصفيح المنتشرة هنا وهناك، وبذلك تتخلى مدينة التاريخ عن رداء الصفيح الذي لازمها طويلا.