تُشكل ساحة التوت وسط مدينة البليدة، فضاء للعائلات التي تأتي للتسوق والتنزه معا، طوال أيام الأسبوع.
يعتبر الكثيرون هذا الفضاء متنفسا لذوي الدخل المحدود الذين يتعذر عليهم التخييم بالمدن الساحلية بغية الاستمتاع بالبحر.
وتعد الساحة العمومية من المعالم الأثرية التي تتميز بها مدينة الورود، إذ يقصدها أيضا الزوار القادمين من مختلف أنحاء الوطن، وتحيط بالساحة بنايات عتيقة بشارع “باب الجزائر” والأزقة الأخرى المجاورة مثل شارع “باب السبت”.
في الصيف ينتعش نشاط بيع المثلجات مما يجذب العائلات لأخذ قسط من الراحة مع أطفالهم الذين يجدون ضالتهم بها.
وتقول مواطنة وجدناها في نزهة منع أبنائها بهذه الساحة: ” نقصد هذا المكان العتيق باستمرار، حينما نأتي للتسوق بالسوق المجاورة، وهي منطقة آمنة ويسودها احترام القيم والأعراف وكل من يزور البليدة للسياحة لا يضيع فرصة القدوم إلى هنا”.
أما صاحب محل لبيع المثلجات فيقول: ” كثير من العائلات تقصد ساحة التوت في الصيف، وذلك لتناول ما طاب ولذ من المثلجات واستغلال فضاءات الترفيه، أما في فصل الشتاء يقصد المواطنون الساحة لأخذ صور تذكارية”.
ويفضل أصدقاء تقاسم أوقات ممتعة بساحة التوت، كما يعوّض أولياء أبنائهم نقلهم إلى شاطئ البحر بحسب ما صرح به أحدهم :” نحاول قدر المستطاع أن نسعد أبنائنا فأحيانا نأخذهم إلى المدن الساحلية للاستمتاع بالبحر والسباحة، ونذهب أحيانا إلى المناطق الجبلية أين نستمتع بمياه الشلالات والوديان مثل الشفة وحمام ملوان، ونأتي إلى ساحة التوت لتناول المثلجات معا”.
ويزيد عدد زوار ساحة التوت في الفترة المسائية حينما تنخفض درجة الحرارة، حيث يستهوي المكان، الكهول للعب ” الدومينو” وانشاء فناجين الشاي أو القهوة.
ويُصنف نائب المجلس الشعبي الولائي، نبيل الهادف، ساحة التوت على أنها معلما أثريا تتميز به مدينة البليدة، ولذا قامت السلطات المحلية قبل سنوات قليلة بإعادة تهيئتها، ويربط جذبها للعائلات بندرة الفضاءات المخصصة للتنزه والاستجمام بالمدينة.