شرعت مديرية الجزائرية للمياه بولاية تندوف مؤخراً في تطبيق رزنامة جديدة لتزويد الأحياء السكنية بالمياه عن طريق الحنفيات، بالتوازي مع برنامج آخر مخصص للأحياء البعيدة يتم تزويدها بالمياه الشروب عن طريق صهاريج متنقلة.
برنامج العمل الجديد الذي دخل حيز الخدمة مع مطلع فصل الصيف، يأتي بعد أزمة عطش عاشتها المنطقة في فترات متقطعة، حرمت عديد الأحياء من الماء الشروب لأسابيع متواصلة، مما دفع بوحدة الجزائرية للمياه الى اتخاذ اجراءات استعجالية والعودة إلى نظام التناوب في توزيع المياه و إرجاع الصهاريج المتنقلة إلى الشارع وإدخالها في نظام المناوبة خاصة في الأحياء التي تعاني من مشاكل في الشبكات.
أزمة العطش التي أخرجت سكان بعض الأحياء الى الشارع للاحتجاج، جاءت بعد توقف محطة الضخ على مستوى حقل الالتقاط بحاسي عبد الله عن العمل وتسجيل العديد من النقاط السوداء والانسدادات على مستوى الشبكة، ناهيك عن عجز محطة نزع المعدنيات عن تلبية حاجيات المواطنين المتزايدة من المياه رغم استفادتها من مشروع توسعة لتصل طاقتها الانتاجية الى 15 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً.
محطة نزع المعدنيات التي باشرت عملها بطاقتها القصوى صائفة 2017 تمكنت بفضل طاقم بشري متخصص من خفض نسبة الملوحة في المياه من 3,8غ/لتر من المصدر الى 1غ/لتر، وهو المعدل المسموح به حسب معايير منظمة الصحة العالمية، لتتمكن يومها من إنتاج حوالي 10 آلاف متر مكعب من المياه بفارق أدنى بـ4 آلاف متر مكعب عن احتياجات المنطقة، قبل أن تستفيد المحطة من مشروع توسعة لسد العجز الحاصل، إلا أن الانفجار الديمغرافي الذي شهدته المنطقة والتوسع المتسارع في الحظيرة السكنية حالا دون تحقيق الاهداف المرجوة من مشروع التوسعة، ما دفع بالسلطات المحلية الى الاستغناء مؤقتاً عن المحطة وضخ المياه المالحة مباشرة في الحنفيات، في إجراء يهدف الى توفير المياه للمواطنين مهما كانت درجة ملوحتها، وهو إجراء قوبل باستحسان البعض فيما رفضه آخرون متسائلين عن دور وامكانيات محطة نزع المعدنيات التي خصصت لها الدولة غلافاً مالياً ضخماً من أجل إنجازها وصيانتها.
أربعة مصادر للمياه
تشهد ولاية تندوف خلال فصل الصيف ارتفاعاً محسوساً في الاستهلاك اليومي للمياه، ما يضع محطة نزع المعدنيات بالولاية على المحك لعدم قدرتها على بلوغ القدر الكافي من الانتاج اليومي الذي يحتاجه سكان الولاية، غير أن استهلاك السكان من المياه لا يقتصر على نوع واحد فحسب، بل يتعداه الى أربعة أنواع من المياه لكل منها دوره واستعمالاته وسعره الخاص به.
جلسات الشاي بالولاية لا تصلح إلا إذا حضر ماء بئر العواتق الذي يتم جلبه بسيارات “لاند روفر” من مسافة تقارب 50 كلم شمال المدينة، ويبلغ سعره 3 آلاف دينار للبرميل، فلا يكاد يخلو بيت من بيوت الولاية من ماء بئر العواتق الذي يدخل في إعداد الشاي بالطريقة التقليدية، حتى أن بعض المقاهي باتت تعد به الشاي لعذوبته الشديدة.
ماء بئر العواتق ليس النوع الوحيد من المياه التي يشتريها سكان تندوف، بل نجد مياهً مخصصة للشرب يتم جلبها عن طريق الشاحنات من منقب تابع للجزائرية للمياه، ويبلغ سعر البرميل الواحد 120 دينار، في حين يفضل البعض نوعاً آخر تتم تحليته في محلات تابعة للخواص منتشرة بكثرة في مدينة تندوف، بسعر 500 دج للبرميل، ناهيك عن المياه المعدنية الشائع استهلاكها بين مرضى القصور الكلوي والأمراض المزمنة.