أشرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، على وضع حيز الخدمة لمشاريع طاقوية واعدة، أمس السبت، بتندوف.
في إطار زيارة قادته أمس لولاية تندوف لإعطاء إشارة انطلاق أشغال الاستغلال الفعلي لمنجم غار الجبيلات، ومن أجل التكفل بمناطق الظل، وضع الوزير عرقاب حيز الخدنة مشروع توزيع غاز المدينة للحي الريفي 328 مسكن الكرامة، حيث خصص له مبلغ 14.16 مليون دينار، ومن شأن المشروع أن يساهم بشكل كبير في تحسين المستوى المعيشي لسكان الحي من خلال ربطه بشبكة غاز المدينة على مسافة تمتد الى 04.77 كلم.
كما أشرف الوزير على تدشين محول كهربائي رئيسي بطاقة إنتاجية تصل الى 30/10 كيلو فولط.
التنقيب عن الذهب.. آفاق واعدة لشباب تندوف
على هامش الزيارة، استمع وزير الطاقة والمناجم لعرض مفصل حول تقدم ملف الاستغلال الحرفي للذهب بالولاية، و بلغة الأرقام، اطلع الوزير على الاجراءات التي باشرتها الجهات المختصة بالولاية من أجل التكفل بعشرات الطلبات الواردة من شباب المنكقة الراغبين في ولوج تجربة الاستغلال الحرفي للذهب.
وفي السياق، أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي جمال بوناقة، متحدثاً لـ “الشعب” أن مشروع التنقيب الحرفي عن الذهب في حال انطلاقه بشكل فعلي، سيشكّل إضافة للولاية، خاصة من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية، حيث سيساهم في توفير يد عاملة معتبرة وانتشال 100 شاب على أقل تقدير من شبح البطالة من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة عن طريق “أناد”، كما سيكون بمقدور الشباب التنقيب عن الذهب بصفة شرعية بعيداً عن المغامرة و التهور.
واستطرد المتحدث قائلاً بأن دخول منجم غار الجبيلات حيز الاستغلال، و التحضير للشروع في استغلال الذهب مستقبلاً، هو بحد ذاته أولى لبنات الطفرة الاقتصادية التي ستضع المنطقة في مصاف الولايات الصناعية والمنجمية، ناهيك عما يمكن لهذه المشاريع المساهمة به في الخزينة المحلية للولاية فيما يتعلق بالجباية و الرسوم و غير ذلك، مضيفاً بأن إمكانيات الولاية من الذهب معتبرة وعلى مسافة قريبة من سطح الأرض، و هو ما سيعود بالنفع والدخل الوفير للمنقبين من أصحاب المؤسسات المصغرة.
وفي معرض حديثه لـ “الشعب”، أشار رئيس المجلس الشعبي الولائي إلى أن التنقيب عن الذهب بولاية تندوف لن يكون بشكل حرفي فقط، كاشفاً النقاب عن وجود شركتين فازتا بمناقصة دولية للتنقيب الصناعي عن الذهب بالولاية نظراً للإمكانيات الهائلة من المعدن الأصفر، و أن الإجراءات الإدارية في مراحلها الأخيرة قبل الشروع بشكل رسمي في عمليات الاستغلال الصناعي للذهب ضمن محيطين محددين داخل إقليم الولاية.
تندوف على موعد مع طفرة اقتصادية حقيقية
ترى لعريبي فاطمة الزهراء أستاذة متعاقدة بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف “أن الاستثمار في النشاط المنجمي وخاصة في معدن الذهب له نتائج عديدة على المدى المتوسط والبعيد، ذلك أن التوجه الجديد الذي اتخذته الدولة في سبيل تنويع مصادر الدخل القومي من خلال الالتفات إلى الثروات المعدنية الباطنية سيساهم في جلب الاستثمار الأجنبي، وسيجلب العملة الصعبة للبلاد، ناهيك عن استحداث مناصب شغل جديدة وبالتالي امتصاص قدر كبير من البطالة”.
قالت المتحدثة إن الاستثمار في النشاط المنجمي ستكون له تبعات هامة في مجال التوظيف المتخصص، حيث ستعزز هذه المشاريع من المستوى المعرفي للإطارات الوطنية وفق المهارات والمتطلبات التكنولوجية الحديثة و نقل المعارف و المعلومات للإطارات الوطنية العاملة في المجال المنجمي.
وأوضحت الأستاذة لعريبي أن النشاط المنجمي بولاية تندوف في حال دخوله مرحلة الاستغلال الفعلي سيرفع من رقم التحصيل الجبائي والضرائب في الخزينة المحلية، والتي ستوجه إلى تعزيز البنى التحتية للولاية من قواعد صناعية و سكك حديدية وطرقات، ستساهم هي الأخرى في تغيير النمط المعيشي لسكانها، مشيرةً إلى أن وجود المعبر الحدودي الرابط بين الجزائر وموريتانيا سيشكل همزة وصل بين الدول الإفريقية الغنية بالثروات الباطنية والدول الأجنبية، التي ترى أن الجزائر وعبر المعبر الحدودي مصطفى بن بولعيد ستكون بمثابة بوابة لدخول إفريقيا.
وتضيف الأستاذة، أن الشروع في الاستثمار المنجمي بالولاية سيمكننا من تحديد ماهية وكمية الثروات الباطنية على وجه الدقة، و سيكشف طبيعة الثروات الباطنية التي تزخر بها بلادنا، و بالتالي، فإن النشاط المنجمي بولاية تندوف إلى جانب المعبر الحدودي سيضع اسم الولاية في مصاف الولايات الصناعية، التجارية و المنجمية، ويعزز من مكانتها في المشهد الاقتصادي العالمي ويجعلها قطباً استثماريا بامتياز.