دعا والي تندوف مخبي محمد الوكالات السياحية ومختلف الفاعلين في القطاع الى القيام بالمزيد من الجهد من أجل إبراز المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة والتعريف بها، مؤكداً على مرافقة المستثمرين والعمل على تذليل كل العقبات الإدارية التي قد يواجهونها خلال تجسيد مشاريعهم.
أكد والي تندوف لدى إشرافه على افتتاح احتفالية خاصة باليوم العالمي للسياحة، أن اللقاء الأخير الذي جمع الحكومة بولاة الجمهورية، كان فرصة للتأكيد على ضرورة تشجيع، تدعيم و مرافقة المستثمرين الوطنيين.
في تصريح خص به “الشعب” جدّد والي تندوف تأكيده على استعداد السلطات المحلية بالولاية لمرافقة المستثمرين في القطاع السياحي وتذليل كل الصعوبات الإدارية من أجل إنجاح مشاريعهم من أجل النهوض بالقطاع السياحي بالولاية، داعياًغالى بذل المزيد من الجهد من أجل تسليط الضوء أكثر على المقومات السياحية التي تزخر بها الولاية المدرجة كحظيرة سياحية.
وتحصي مديرية السياحة بولاية تندوف 06 مؤسسات فندقية عاملة بطاقة استيعابية بلغت 310 سرير موزعة على 170 غرفة، بالإضافة الى هياكل فندقية أخرى هي في طور الانجاز.
وتزخر الولاية بالعديد من الكنوز السياحية المادية واللامادية، التي تبقى شاهدةً على ثراء و غنى المنطقة بعوامل الجذب السياحي بين ما هو معماري و بين ما تجتمع فيه جمالية المناظر الطبيعية وشواهد المنطقة على تعاقب الأزمنة و الحضارات.
المعالم التاريخية المعمارية على غرار دويرية أهل العبد و مسجد موساني العتيق و قصر السنهوري و قصبة بلعمش بخصائصها التاريخية و الهندسية يشكّلون سجلاً مكتوباً من طين، بقي شاهداً على حضارة الانسان و تواجده في المنطقة في غابر الزمن، كما تزخر الولاية بمناطق رطبة كبحيرة تفقومت و لبحير بإقليم بلدية أم العسل و سبخة تندوف و القطارات بمنطقة حاسي منير و حسيان الشعانبة، تضاف لها عشرات المواقع الأثرية التي تحوي نقوشاً صخرية و تنوع بيولوجي فريد و أزيد من 300 معلم جنائزي عمر بعضها يمتد لـ10 آلاف سنة.
بين جدران متحف “آمنير التراث” ببلدية أم العسل ومتحف تندوف، يكاد يتوقف التاريخ وتُختزل المسافات، فالتاريخ هنا شيء ملموس، والمسافات هي خطوات صغيرة بين أروقة المتحف، تسافر بك في أعماق تاريخ المنطقة الضارب في القدم بين مخطوط قديم ونقوش صخرية لإنسان ما قبل التاريخ و مستحاثات بحرية تؤرخ لمنطقة صحراوية كانت يوماً ما عبارة عن غابات و بحيرات، فالمتحفين يشكلان بمحتوياتهما منارتين يهتدي بهما الزائر للمنطقة وتمكنه من التعرف على كل مكنونات الولاية السياحية.
التراث اللامادي بولاية تندوف ثري بمكوناته وتشعباته التي أضفت على المنطقة ميزة خاصة قد لا تتوفر في باقي ولايات الوطن، فثقافة المنطقة استطاعت احتواء العديد من الألوان والطبوع الغنائية والشعرية دون سلطان أحدها على الآخر أو غلبة لون على حساب آخر، فحافظ كل منها على خصوصياته ومتابعيه، مثلما حافظ الشباب على الزي التقليدي للمنطقة، فالملحفة للمرأة والدراعة للرجل يمثلان هوية سكان ولاية تندوف الى جانب العديد من الاطباق التقليدية التي تمتاز بهم المنطقة.