تجري عملية الإحصاء العام السادس للسكان والإسكان بمناطق البدو الرحل بولاية النعامة، وسط إجراءات تنظيمية محكمة وبتوفر كافة الوسائل اللوجستية لتسهيل وإنجاح عملية جمع البيانات الخاصة بالأسر القاطنة بالمناطق المتناثرة للولاية وسهوبها الشاسعة.
تعرف العملية تنظيما جيدا في الميدان بتسخير كافة الإمكانيات لتغطية مناطق البدو الرحل التي تتميز بصعوبة مسالكها ومنها سيارات ميدانية رباعية الدفع وتزويد الأعوان المكلفين بالإحصاء والمراقبين بكراس المقاطعة وملفات خرائطية متطابقة مع المناطق الجغرافية المكلفين بتغطيتها، عبر 48 مقاطعة مبعثرة ببلديات النعامة وتيوت والبيوض والقصدير و عين بن خليل وصفيصيفة، حسب مصالح الولاية.
وتأخذ الإجراءات التنظيمية للعملية الإحصائية التي أعدت مسبقا، لأن مساحة المقاطعة المبعثرة وكبيرة مقارنة مع مقاطعة كائنة في منطقة حضرية وأيضا صعوبة الوصول إليها والمسافات الواجب قطعها مثلما شرحه المكلف بالإشراف على عملية الإحصاء بالولايةن بن ختو يوسف.
وتعتمد عملية الإحصاء عبر المناطق المبعثرة مثلما هو الشأن بالمقاطعات الحضرية على جمع البيانات الدقيقة وتوفير معلومات إحصائية محينة وإنشاء قاعدة بيانات لمعرفة الخصائص الاجتماعية والديموغرافية لسكان تلك المناطق وتوزيعهم المكاني وواقع وظروف معيشتهم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية.
ويتولى زهاء 50 عونا مؤهلا تم تكوينهم لهذا الغرض عملية الإحصاء على مستوى هذه المناطق وجمع المعلومات و البيانات المطلوبة في استمارة إحصاء أعدت خصيصا للأسر من البدو الرحل, كما أضاف نفس المصدر.
وقال عون الإحصاء عمراني سليمان الذي كلف بإحصاء مقاطعة “القعلول” ببلدية عين بن خليل: “رغم تواجد الأسر في الخيم أو على مستوى بنايات معزولة بعيدة عن التجمعات الكبرى وتنقل أغلبها دوريان فان الإحصاء الرقمي واستخدام الألواح الإلكترونية يجعل المهمة أكثر سهولة و القيام بها بالدقة المطلوبة وفي ظروف مناسبة ووقت زمني قصير”.
وأضاف: “سنستمر في التنقل بين أسر المربين عبر مناطق مبعثرة ومن أجل ضمان إجراء المقابلات وجمع تصريحات أرباب الأسر بهذه المناطق فقد وجهت لهم مسبقا إشعارات بالمرور لإعلامهم بتاريخ و توقيت مرور المكلفين بالعملية”.
سُخّرت وسائل هامة للعملية، كما وُفّرت الإمكانيات لضمان السير الحسن للعملية بمشاركة مختلف الهيئات العمومية والمديريات المحلية بالنظر إلى الأهمية التي يكتسيها هذا الحدث الوطني الهام في توفير البيانات المختلفة.
وعبر عدد من سكان البدو الرحل بمناطق مسيف وحجرات الطوال والسويقة بضواحي بلدية النعامة عن وعيهم بأهمية الإحصاء وأبدو تجاوبهم وحرصهم على تقديم التسهيلات اللازمة لأعوان الإحصاء من أجل توفير المعلومات اللازمة.
وتجدر الإشارة إلى أن ولاية النعامة جندت 360 عونا و 56 مراقبا و17 مكونا و18 احتياطيا لتجسيد عملية الإحصاء العام السادس للسكان والإسكان, وفق مصالح الولاية.
وتجري العملية عبر 345 مقاطعة بمختلف بلديات الولاية ال 12 وتم تخصيص 359 لوحة إلكترونية تم توزيعها على كامل بلديات الولاية لتسهيل عملية تجميع وتخزين البيانات باستثناء بلدية البيوض التي تعتمد على الاستمارات الورقية فضلا عن تسخير 300 وسيلة نقل, كما أضافت المصالح.
ويبقى تعاون المواطن هو الأساس في العملية ولهذا عرفت عملية التحسيس بأهمية الإحصاء حملة ترويجية كبيرة شملت المساجد والأحياء والإذاعة المحلية وكذا من خلال وضع الملصقات، وفقا للمصدر ذاته.