انطلقت حملة جني التمور بواحات نخيل بسكرة في ظروف اتسمت بتفاؤل كبير من المنتجين حول حالة الطقس المواتية التي رافقت نضج المنتوج، عكس الموسم الماضي حيث تسببت الحرارة غير المسبوقة في تأثيرات سلبية على كمية ونوعية التمور بمختلف أصنافها.
تشير تقديرات مديرية المصالح الفلاحية إلى إمكانية تحقيق منتوج جيد من ناحتي الكم والكيف. ويقول مدير المصالح الفلاحية ان الحرارة التي شهدا موسم 2020/2021 اتسمت بارتفاع غير مسبوق وهو ماأثر على نوعية التمور من ناحية الكميات التي تقلصت، وكذا نوعية الثمرة التي فقدت رطوبتها وتركيزها بفعل الانعكاسات السلبية للعوامل المناخية غير المواتية .
ويقدر عدد نخيل بسكرة بـ3.8 مليون نخلة من مختلف الأصناف بتناقص نسبي لأعدادها، وذلك بعد فك الارتباط مع ولاية أولاد جلال المستحدثة، وتأتي “دقلة نور” في المرتبة الأولى بـ1.228مليون نخلة منتجة تليها تمور مش دقلة بـ957الف نخلة و571الف من تمور الغرس، والبقية موزعة على بقية الأصناف المشتركة .
توقعات الإنتاج تبشر بموسم ناجح، حيث أشار مدير الفلاحة إلى تقديرات إنتاج تصل 3.33مليون قنطار بارتفاع محسوس مقارنة مع الموسم الماضي الذي سجل خلاله كميات محصول فاق مليوني قنطار وبجودة رديئة ومتوسطة، كان وقعها سلبيا على المنتجين خاصة في ظل ارتفاع عوامل الإنتاج .
وفي سياق ذي صلة، يؤكد مدير المصالح الفلاحية المرافقة الدائمة والايجابية للمنتجين في محاربة آفات تصيب النخيل. حيث نفذت المصالح المعنية برنامج مكافحة “بوفروة” وسوسة التمر باعتماد مواد طبيعية، تتكون من خليط من الكبريت والجير. وهي تركيبة بيولوجية سليمة وبتقنية معتمدة، قام بها مختصون من المعهد الوطني لحماية النباتات، وشملت المكافحة معالجة بؤر الوباء بالواحات غير المنتجة والتي تشكل بيئة ملائمة لانتشار الوباء إلى البساتين المنتجة.
ومكنت حملة المكافحة من معالجة أكثر من مليون نخلة وبالتالي التحكم في انتشار الوباء حيث لوحظ غياب شبه كامل للخسائر المتعلقة بوفروة وسوسة التمر.
وعن عمليات التخزين يشير مدير المصالح الفلاحية الى وجود تحكم جيد، وذلك نتيجة لجوء المنتجين وتجار التمور إلى اقتناء تجهيزات متطورة والاستعانة بتقنيين مختصين في التبريد عبر غرف التبريد المنتشرة بالبلديات والقرى المنتجة .
كما تتوفر الولاية على 30 مصنع تكييف ومعالجة وتعليب التمور، ويلاحظ اعتماد الطرق التقليدية في حملة الجني وتصفيف التمور، وهي طريقة تقليدية تعتمد على اليد العاملة وتندرج ضمن تقاليد المنطقة من اجل توفير مناصب عمل موسمية حيث تشهد المناطق المنتجة حركة اقتصادية كبيرة تتيح لمئات الأشخاص ممارسة عمل موسمي، له تأثيرات ايجابية على الوضع الاجتماعي للسكان.
ولم تتخلى الدولة عن دعم هذا القطاع الاستراتيجي، وذلك ضمن برامج إعادة الاعتبار للنظام الواحاتي من خلال توفير مياه السقي بإعادة تهيئة الآبار وحفر مناقب جديدة ومد شبكات الكهرباء الفلاحية وفتح مسالك.
وسجلت الولاية خلال سنة 2022 حفر 200 منقب بدعم يصل إلى 50 بالمئة من قيمة نفقات الانجاز، والبرنامج متواصل حسب ما اكده مدير الفلاحة، وتتواصل عمليات انجاز 80 كلم طرق ومسالك منها 40 كلم موجهة لمناطق إنتاج التمور.
للإشارة، اعتادت ولاية بسكرة تنظيم التظاهرة التقليدية السنوية لعيد التمور يشارك فيها أعداد كبيرة من المنتجين والمصدرين من اجل الترويج للتمور. وسبق أن حضرها سفراء وملحقين تجاريين بسفارت أجنبية وعربية. كما نظمت ايام دراسية للدبلوماسية الاقتصادية بحضور مجموعة من الدبلوماسيين الجزائريين وينتظر أن تكون لهذه الهيئة المستحدثة على مستوى وزارة الخارجية نتائج ايجابية للترويج المنتوج الجزائري من تمور وغيرها من المواد الفلاحية.