حققت عاصمة الغرب الجزائري، وهران، خلال السنوات الأخيرة كثير من المنجزات والمكتسبات في المجال الصحي، سعيا منها لتجسيد حق المواطن في العلاج، والخدمة العمومية.
اعتبر والي وهران، السعيد سعيود، أن تنظيم وتطوير الشبكة الصحية العمومية، من أهم مكاسب الإستقلال الوطني، التي ساهمت في تبوّؤ وهران، موقع محترم في مجال البنية التحتيّة الأساسيّة في قطاع الصحة ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال.
نحو استيلام 5 مؤسسات للصحة الجوارية
أكد الوالي بمناسبة الذكرى الـ 68 لاندلاع الثورة التحريرية على أن “المنجزات المحققة محليا كفيلة بجعل وهران قطب صحي بامتياز”، مبرزا عزم القطاع على مواصلة مساعي تحسين جودة الخدمات الصحية، انطلاقا من تطوير وتأهيل الخدمات والتجهيزات.
وبلغة الأرقام، قدر المسؤول ذاته عدد الأسرة التي ستدخل الخدمة خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة بأكثر من 900 سرير إضافي، في مجال الصحة العمومية، موزعة على 5 مؤسسات إستشفائية على الأقل، منها ما تم استلامه في انتظار التجهيز.
الصحة الجوارية تواصل مساعيها
وأشار في هذا الصدد إلى مستشفى 240 سرير لصالح سكان دائرة وادي تليلات، التي تعرف نموا ديموغرافيا كبيرا بفضل القطب العمزاني الجديد، وكذا مستشفى 240 سرير بحي النجمة (شطيبو) سابقا والتي ظلت لسنوات طوال رهينة التهميش والإقصاء، وبالقرب منها ستتدعم بلدية الكرمة، التابعة هي الأخرى لدائرة السانية بمستشفى جديد بسعة 60 سرير، وغيرها من الهياكل الأخرى.
وبالإضافة إلى هذه الهياكل الصحية الجديدة، يستعد القطاع الصحي بوهران لاستيلام المعهد الوطني المرجعي للتكوين والبحث في السرطان ببلدية سيدي الشحمي، والذي خصص 120 سرير للتداوي والإستشفاء، وسيلعب دورا مهما في تخفيف الضغط على مستشفى الحاسي المتخصص في علاج مرض السرطان.
ثورة علاجية لأعراض عدم وصول الأوكسجين إلى العظام والأنسجة
واستفادت وحدة الإستعجالات الطبية، التابعة لمصلحة الإستعجالات الطبية والجراحية بمستشفى الدكتور بن زرجب بوهران، من تجهيز طبي، فائق التطور ومزود بأحدث التقنيات الحديثة والمبتكرة في مجال التطبيب بالضغط العالي.
وفي ضوء ذلك، أشرف والي وهران، احتفاءا بأول نوفمبر على وضع حيز الخدمة لغرفة معالجة بالأكسجين عالي الضغط بطاقة 8 أشخاص في جلسة واحدة، والتي تعد الأولى من نوعها بالمستشفيات العمومية وطنيا، بعدما وقع الاختيار على المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب الذي يتوفر حاليا علي 56 مصلحة.
وتقوم طريقة العلاج بالضغط على وضع المريض في غرفة ضغط خاصة، تساعد على تنفس الأكسجين النقي في بيئة مضغوطة؛ ما يؤدي إلى رفع نسبة الأوكسجين المخزن في الدم، وبالتالي إنتعاش الأنسجة التي تعاني من سوء تدفق الدم، على اعتبار أن المعالجة بالأكسجين عالي الضغط، هي طريقة علاج معروفة لمرض تخفيف الضغط أو ما يعرف بداء “الغواص”، وهو أحد المخاطر المحتملة للغوص تحت المياه.
أما الحالات الأخرى التي يتم علاجها باستخدام المعالجة بالأكسجين عالي الضغط، فتتضمن عدة أعراض خطيرة، منها التسمم بأول أكسيد الكربون، طنين الاذن وأمراض العضام والحروق والجروح التي قد لا تلتئم بسبب داء السكري أو الإصابة الإشعاعية، أو بعد عمليات زراعة الجلد غير الناجحة وزراعة الأعضاء الاصطناعية وجميع الأمراض التي تتسبب في عدم وصول الأوكسجين إلى العظام والأنسجة.
وتم وضع الغرفة بمحاذاة وحدة الفرز والتوجيه على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية للمركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب بوهران، كي يتسنى استقبال المرضى في ظروف جيدة ومريحة، مع برمجة دورات تكوينية للطاقم الطبي والشبه الطبي على يد مختصين في هذا النوع من العلاجات المتطورة من جنسية ليبية وتركية وكذا الحماية المدنية، وذلك ابتداءا من 13نوفمبر الجاري.
ويذكر أيضا أن وحدة الإستعجالات الطبية، تتوفر على 12 سرير، موزع على 6 غرف، مقابل أكثر 300 طلب في اليوم و10 آلاف مريض شهريا لحالات عصبية، قلبية، صدرية، السكري، الحوادث الخطيرة، ومختلف الأمراض المستعجلة.