تسعى السلطات المحلية لولاية برج بوعريريج، إلى النهوض بشعبة إنتاج زيت الزيتون بالولاية وتوسيع المساحة الزراعية المخصصة لأشجار الزيتون، خاصة بالبلديات والمناطق الحدودية مع ولاية البويرة، ذات التضاريس الجبلية والمشهورة بإنتاج أجود أنواع زيت الزيتون.
تعكف السلطات المحلية لولاية برج بوعريريج، على إعداد ملف مفصل حول شعبة زراعة الزيتون وإنتاج الزيتون بالولاية، قصد تقديمه إلى السلطات الوصية الممثلة في وزراة الفلاحة، تضمن أرقاما وإحصائيات حول القدرات والإمكانيات الطبيعية التي تزخر بها مختلف المناطق الجغرافية للولاية.
ويتضمن الملف أيضا، خطط وبرامج مستقبلية لتطوير وتوسيع هذه الزراعة الإستراتيجية المتجددة، من خلال إدراجها في قطاع الصناعات التحويلية من حيث تعليب وتغليف المنتوجات المرتبطة بمحصول الزيتون، لاسيما بالمناطق الجبلية ببلدية أولاد سيدي ابراهيم، وجعافرة وغيرها من المناطق الزراعية بالولاية، والتي تتجاوز قدراتها الزراعية الحالية 7 ألاف هكتار.
يأتي ذلك، بعد الاطلاع على قدرات وإمكانيات المحيط الزراعي المخصص لشعبة زراعة الزيتون، من طرف مسؤول الجهاز التنفيذي كمال نويصر، خلال زيارته الميدانية الأخيرة، إلى بلديات وقرى الجهة الشمالية الغربية لولاية برج بوعريريج، أين أكد على هامش الزيارة، حرصه على تدعيم القطاع التنموي والفلاحي، بهذه المناطق.
وعبّر الوالي عن عزمه إعداد مخطط إضافي لزيادة المساحة المزروعة المخصصة لزراعة الزيتون على مستوى بلدية المهير وبن داود والمناطق المجاورة لها، وإرساله إلى السلطات الوصية الممثلة في وزارة الفلاحة، قصد الموافقة على البرنامج المحلي لتدعيم و تكثيف زراعة الزيتون، الذي من شأنه أن يشكل مصدرا لاستقطاب الشباب وتوفير مناصب شغل ولو موسمية لشباب المنطقة.
وترتكز شعبة زراعة وإنتاج زيت الزيتون بالولاية، بالمناطق الشمالية على غرار بلديات الجعافرة، الماين، تفرق وبلدية القلة، وهي المناطق المعروفة بتضاريسها الجبلية الوعرة والتي يعتمد سكانها على زراعة أشجار الزيتون منذ القدم بإمكانياتهم الخاصة قصد تلبية حاجياتهم، باعتباره قوت معيشهم.
كما سهدت بلدية العش الواقعة في الجنوب الغربي للولاية خلال السنوات القليلة الماضية وبلدية تقلعيت بالجنوب الشرقي، تجربة غرس الأشجار، عرفت هي الأخرى نجاحا ملحوظا، وبهذا لم تصبح هذه الثروة حكرا على الجهة الشمالية للولاية فقط، بل توسعت من الشمال والجنوب من خلال مخطط توسعة الأراضي المخصصة لزراعة هذا المنتوج.
واحتلت ولاية البرج مراتب مشرفة في مجال إنتاج مادة زيت الزيتون خلال السنوات الماضية، بفضل المجهودات المسطرة من طرف المصالح الفلاحية، عبر اعتماد مخطط خماسي رامي إلى تدعيم وتوفير الإمكانيات المادية والمعنوية اللازمة للفلاحين، بتنظيم أيام تحسيسة وبرامج تكوينية لفائدة الفلاحين، وتسهيل عملية اقتناء وبيع المنتوج.
إلى جانب ضمان عملية اقتناء الأشجار بشكل مجاني، من خلال مساهمة المصالح الفلاحية بالتنسيق مع مديرية الغابات في غرس آلاف من الهكتارات من أشجار الزيتون، وكذا العمل على التحسين من جودة الزيتون وإنتاج أنواع مختلفة من أشجار الزيتون المتأقلمة مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة على غرار نوع ”شملال” و”أزراج” ذات الجودة والقيمة الغذائية العالية.
برج بوعريريج./رابح سلطاني