احتضنت دار الثقافة عبد الحميد مهري بتندوف، فعاليات دورة تكوينية في المقاولاتية الاجتماعية، بحضور المفتش العام للولاية وأعضاء من الجمعية الوطنية أضواء رايتس للديمقراطية وحقوق الإنسان وممثلاً عن منظمة اليونيسف بالجزائر.
شارك في الدورة التكوينية التي تدوم 03 أيام، 50 شاباً من ولاية تندوف ومن مخيمات اللاجئين الصحراويين، وتشكل الدورة فرصة للمشاركة في ورشات حول المقاولاتية الاجتماعية وسبل كتابة المشاريع والحصول على المرافقة اللازمة لتجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع.
وعن أهداف الدورة التكوينية، أوضح خالد محيز رئيس مشروع المقاولاتية الاجتماعية في ولايات الجنوب، أن تنظيم هذه الورشة يهدف الى غرس ثقافة المقاولاتية الاجتماعية لدى الشباب الجامعي ومتربصي مراكز التكوين المهني من حملة المشاريع، بالإضافة الى مرافقة شباب الولاية في كتابة مشاريع حقيقية وتحويلها الى أفكار ميدانية.
وتسعى المنظمة بالتعاون مع يونيسف الجزائر، من خلال هذه الدورة، إلى التركيز على الجانب الاقتصادي وحث الشباب على الاندماج في الحياة المقاولاتية التي قد تساهم بشكل كبير في الحد من العنف والكراهية والإرهاب، وتعزز من مكانة الشاب في المجتمع.
وأشار رئيس مشروع المقاولاتية الاجتماعية في ولايات الجنوب أن المشروع يتضمن مجموعة من الدورات التكوينية التي ستكلل باختيار أحسن فكرة لمؤسسة ناشئة على مستوى كل ولاية ثم تحويلها الى الحاضنة التي ستدوم شهرين من أجل مرافقة الأفكار وتجسيدها كنماذج حقيقية في إطار مخيم وطني تدريبي، تشرف عليه لجنة مكونة من ممثلي عدة قطاعات وزارية و هيئات حكومية ومجتمع مدني.
وأبرز المتحدث أن الفرص باتت متاحة اليوم للشباب من أجل إطلاق مشاريعه الخاصة وتحويل حلمه الى حقيقة، مشيراً الى أن الإرادة السياسية موجودة لذلك، و هو ما يتضح جلياً من خلال ما وفّرته الدولة من بيئة ملائمة وترسانة قوانين تسمح بإطلاق مشاريع رائدة بكل أريحية، بالإضافة الى استحداث هيئات تعمل على مرافقة وتمويل هذه المشاريع.
و في السياق، جدّد محيز تأكيده على وجود مؤشرات وصفها بـ “المرضية جداً” توحي بأن الشباب الجزائري بلغ مرحلة التكوين والممارسة، لافتاً الى أن السنوات القليلة القادمة ستشهد انتشار ثقافة المقاولاتية لدى الجميع من خلال إطلاق مبادرات شبانية رائدة تمكن شريحة واسعة من الشباب من التحول من طالب عمل الى رب العمل.
تحرير سوق الشغل
في معرض حديثه للـ”الشعب”، تحدث رئيس مشروع المقاولاتية الاجتماعية في ولايات الجنوب عن واقع التشغيل في الجزائر وجملة العقبات التي تواجه الشباب من طالبي العمل، قائلاً بأن التشغيل لن يبقى على عاتق الدولة مستقبلاً.
وأكّد بأن القطاع الخاص سيكون له أيضا “دور مهم جداً في عملية التوظيف، من خلال غرس ثقافة المقاولاتية وانتشار فكرة المؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة وتحويل أفكار الشباب الى مشاريع حقيقية ستشكل قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني”.
وأقال المتحدث إن القائمين على الدورة أدرجوا ورشة حول العامل النفسي للشباب كأحد أهم عناصر النجاح، والتي ستتطرق للحديث عن الصحة النفسية للشباب الجزائري بعد جائحة كورونا وسبل التعافي منها، بهدف استعادة الشباب لثقته في نفسه.