تُسابق السلطات المحلية لولاية برج بوعريريج، الزمن من أجل تجسيد مخطط استعجالي، رامي إلى تزويد مختلف المناطق بالمياه الصالحةللشرب، لمواجهة شح الأمطار الذي تعرفه المنطقة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف.
أعطت السلطات المحلية للولاية، الضوء الأخضر من أجل مباشرة واستغلال أكبر عدد ممكن من الآبار والأنقاب المائية العميقة لضمان التزويد بالمياه الصالحة للشرب عبر بلديات وقرى الولاية، من خلال مخطط إستعجالي يعتمد على المياه الجوفية والآبار العميقة، تزامنا والشح الكبير الذي تعرفه المنطقة مؤخرا، جراء النقص المسجل في تساقط الأمطار، وانعكاساتها البليغة على مدى فعالية منظومة تحويل المياه عبر السدود.
وباشرت السلطات مؤخرا جملة من الاجراءات الاستعجالية، أبرزها إنجاز أزيد من 50 نقب مائي عميق، وكذا العمل على تجسيد مشروع يضمن تزويد منطقة برج زمورة الواقعة شمال ولاية البرج بالمياه الصالحة للشرب، من خلال تدعيم المنطقة بثلاث آبار جديدة، مع منح خمس تراخيص أخرى تتعلق بحفر أنقاب عميقة تصل إلى 10 آبار من أجل تدعيم مركز إنتاج المياه الصالحة للشرب بـ” تشي حاف ” .
كما تم في السياق، إعطاء إشارة إنطلاق أشغال تجهيز وإنجاز نقبين مائيين عميقين على مستوى مركز الأنقاب لإنتاج المياه بمنطقة سيدي إيدير ببلدية الماين، مع نقبين آخرين جديدين منجزين بعنوان سنة 2022 ستنطلق أشغال ربطهما بشبكة نقل جديدة على مسافة 2.6 كيلومتر، مدعمة بمجمعات لتخزين المياه، منها مجمع رئيسي بسعة 1000متر مكعب، وأخرى ثانوية، على مستوى مسار الأنبوب الناقل للمياه، تدخل كلها في إطار المخطط الإستعجالي لتدعيم المنطقة الشمالية بشكل عام، عبر شبكات التوزيع الرئيسة الممونة من مركز إنتاج الماء “تشي حاف”.
وأعرب والي برج بوعريريج، نهاية الاسبوع المنصرم على هامش الزيارة التي قادته إلى بلدية الماين، عن جهود ومساعي تبذلها السلطات العمومية، لتجسيد المنهجية المسطرة والمتبعة عبر جميع البلديات، لسد احتياجات المواطنين والساكنة من المياه الصالحة للشرب، كاشفا في السياق، عن إطلاق برنامج هام، لإنجاز أزيد من 50 نقب مائي، موجهة للإستغلال على المدى القريب، بالموازاة مع البرنامج الذي تراهن عليه السلطات المحلية، في مواجهة “العطش”، يشمل إعادة تأهيل الأنقاب القديمة التي شهدت تراجعا في منسوب المياه، أو أهملت من مصالح البلديات بعدما استفادت من موارد أخرى للمياه، على غرار البلديات التي استفادت من مشاريع الربط بسدي تيلسديت وتشي حاف شمال الولاية.
وكان أهالي وسكان منطقة زمورة، قد ناشدوا في وقت سابق السلطات المحلية، من أجل إيجاد حل لأزمة شح المياه التي طالت طويلا -بحسبهم- في ظل تواصل اعتراض مواطنين على إنجاز مشروع ربط المنطقة بسد تشي حاف، وتراجع منسوب الأنقاب والآبار بالمنطقة إلى أدنى مستوياتها، يضاف إليها شح تساقط الأمطار، ما جعل حصة الساكنة بالمنطقة تتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات من مدة التموين خلال شهر كامل، على حد وصف السكان.