استقبلت أسواق سكيكدة، كميات من الفراولة الطبيعية ” روسيكادا” المعروفة بـ “المكركبة”، التي تمتاز بها الولايةـ خلافا للفراولة التي تنتج في البيوت البلاستيكية، حيث يتراوح سعرها بين 500 و600 دج.
ناشد رئيس جمعية منتجي الفرولة لولاية سكيكدة حمودي العايب، السلطات المحلية والولائية الاهتمام بهذه الشعبة الذي تعاني التهميش وقساوة المناخ والطبيعة، وأكد العايب ان فلاحي هذه الشعبة، في معاناة مستمرة، رغم انهم قدموا الكثير من اجل الحفاظ عليها وتطويرها.
مطالب للحفاظ على استمرار الشعبة..
وأهم مطالب الفلاحين، حسب رئيس الجمعية، تتمثل في فتح المسالك واعادة تهيئتها بداية كل موسم فلاحي، المرافقة والمتابعة من طرف المصالح المختصة مع تنظيم ايام تحسيسية توعوية، وتوسيم الشعبة حتى يتسنى لهم التصدير والتحويل، لان الفراولة الطبيعية كما هو معلوم سريعة التلف وايامها محدودة جدا، مما يسبب خسائر كبيرة للمنتجين، أنهكت كاهل الفلاح من بداية شهر اكتوبر الى غاية أواخر شهر افريل، وهو موسم بداية الجني.
وأضاف العايب أن “تحويل هذه الفاكهة الى عصائر، مربى، ومواد صيدلانية وتجميلية، يخفف من خسارة الفلاحين وتلف المنتوج، مع دعم الفلاح الساهر على المحافظة عليها من الزوال والانقراض”.
“روسيكادا” أو “المكركبة”.. من سطورة إلى تامالوس
واستقر انتاج الفراولة بالولاية، ببلدية عين الزويت، وأعالي جبال عين الشرايع ببلدية تمالوس، بعد ان كان موطنها الأصلي جبال سطورة والشاطئ الكبير، وتساهم المرأة الريفية بشكل كبير في هذا النشاط الفلاحي، باعتبار أن عملية زرع هذا المحصول تتم في المناطق الجبلية والمرتفعات، وتخدم المرأة الريفية هذا المحصول من البداية إلى غاية جنيه.
فقد أدخلت الفراولة لمدينة سكيكدة سنة 1920 وبالضبط بسواحل سطورة والشاطن الكبير، أين كان معمر إيطالي الجنسية يزرعها، إلا أن أحد السكيكديين الذين استهوتهم هذه الفاكهة الصغيرة استطاع تمرير شتلة بحذائه البلاستيكي خفية عن صاحب الأرض الذي كان يخضع كل عماله إلى التفتيش عند مغادرة الأرض، حيث قام بعدها هذا العامل بغرس الشتلة ثم وزعها على باقي الفلاحين ليتفاجأ المعمر بوجود منافسين له بالسوق، وهكذا بدأت فاكهة الفراولة في الانتشار من نصف هكتار إلى ما عليه الآن من الانتشار الواسع.
ويعد نوع “روسيكاد” المعروف بالوسط السكيكدي بـ”المكركبة” الأكثر وفرة والأكثر طلبا من قبل المواطنين، لاسيما وان هذا النوع عرف طول القرن الماضي، تطورا لخصائصه الوراثية.
“التيوغا” و”الدوغلاس”.. شكل جميل وحموضة أكبر
وتوجد بسكيكدة، أنواع عديدة من الفراولة “التيوغا”، و”الدوغلاس”، التين تتصفان بحجمهما الكبير نوعا ما، وشكلهما الجميل، لكنهما يحملان نسبة مرتفعة من الحموضة، وبدأت زراعتهما بالمنطقة سنة 1970 في إطار الارشاد الفلاحي، من طرف معهد تنمية زراعة محاصيل الخضر، حيث يتميزان بخاصية مقاومة النقل، ويتحملان مدة التخزين التي تصل الى 4 أيام.
ويذكر أن الجزائر توجت بالمرتبة الاولى في معرض الفراولة الدولي بهولندا، في السنوات الأخيرة، حيث شاركت الجزائر للمرة الثانية في هذا المعرض وتمكنت الفراولة السكيكدية، من افتكاك المرتبة الاولى من بين 37 دولة مشاركة، لتكون بذلك أحسن واجود فرولة على المستوى العالمي.