عرف قطاع التربية بولاية النعامة في السنوات الأخيرة قفزة نوعية خاصة ما تعلق بانجاز الهياكل المدرسية، لاسيما بالمناطق النائية ومناطق الظل وتعزيزها بالنقل المدرسي من أجل تقريب المدرسة من التلميذ.
وعملت مديرية التربية، على توفير الإطعام المدرسي والنظام الداخلي بالأطوار التعليمية الثلاث من أجل منح أكبر الفرص لتلاميذ المناطق النائية لمزاولة دراستهم خاصة الفتيات اللواتي كن يغادرن مقاعد الدراسة في سن مبكرة رغم تفوقهن في الدراسة.
ويطمح مسؤولي القطاع إلى عصرنته من خلال رقمة إحدى مدارس مناطق الظل قصد تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للتلاميذ بهذه المناطق.
النقل، التدفئة والاطعام
ولتحسين ظروف التمدرس والتكفل الأمثل بالتلاميذ تم تعميم ثلاثية النقل التدفئة والاطعام، حيث يتوفر قطاع التربية بالنعامة على 128 مطعم مدرسي بعد فتح مطعمين جديدين مؤخرا، إضافة إلى مطعمين مركزيين، مما مكن من توفير وجبات ساخنة على مستوى جميع المؤسسات التربوية.
فيما يخص النقل المدرسي، تتوفر ولاية النعامة على 55 حافلة مدرسية موزعة على كامل تراب الولاية، وتم اقتناء هذه السنة 21 حافلة جديدة، 08 بالمائة منها موجهة إلى مناطق الظل، لتقريب المدرسة من التلميذ خاصة بهذه المناطق.
وصرح الوالي الدراجي بوزيان أن القطاع عرفة قفزة نوعية وهذا لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ خاصة ماتعلق بالتدفئة، وأن الولاية تعرف تحسنا كبيرا من حيث نغطية معظم البرامج بانجاز مدارس جديدة، ومطاعم، وتوفير نقل مدرسي.
وأضاف أن هناك “مؤشرات تبشر خيرا، واتخذ قرار بتأجير حافلات النقل المدرسي من الخواص، على عاتق ميزانية الولاية من اجل تحسن ظروف تمدرس التلاميذ وهو ما انعكس على التحصيل المدرسي التلاميذ بتحقيق ولاية النعامة نتائج ايجابية خلال الامتحانات نهاية السنة.
مشاريع هامة للتكفل بمناطق الظل
عمليات تنموية هامة تدعم بها قطاع التربية بولاية النعامة خلال السنتين الأخيرتين، في سياق تحسين الاطار المعيشي للمواطنين، منها اعادة فتح بعض المجمعات المدرسية التي كانت مغلقة حيث تم تهيئة وفتح مجمع مدرسي كان مغلق منذ حوالي 20 سنة، على مستوى مدرسة حاسي الدفلة أقصى المنطقة الحدودية ببلدية الصفيصيفة جنوب ولاية النعامة.
وتم انشاء مجمع مدرسي بقرية الغويبة التابعة الى بلدية مغرار، لتجنيب التلاميذ مشقة التنقل لقرى أخرى خاصة وأن اقرب مدرسة موجودة بقرية ذراع الصاع على بعد 10 كلم، وتعد هاتين المنطقتينمن مناطق الظل. وتم فتح 44 قسما بمناطق الظل لتحسين ظروف التمدرس وتخفيف الضغط عن التلاميذ
أما بخصوص التكفل بالاطعام المدرسي تم انجاز 10 مطاعم وتهيئة مطعم إلى جانب انجاز 7 عمليات في إطار التدفئة المركزية، وتجهيز 48 مدرسة، وتوسيع 55 قسم انجزوا سنة 2020ن من بينهم 35 قسما موجه لمناطق الظل.
عصرنة القطاع.. مدرسة بلحنجير نموذجا
من بين الانجازات التي حققها قطاع التربية بولاية النعامة هذه السنة هو اعتماد و لأول مرة مدرسة رقمية بكل المواصفات، وهذا في اطار عصرنة القطاع وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للتلاميذ.
في السياق، تدعمت مدرسة ديدي الحبيب بقرية بلحنجير، وهي إحدى مناطق الظل التابعة لبلدية عين الصفراء جنوب الولاية، بأجهزة خاصة لتصبح أول مدرسة رقمية بالنعامة.
وحسب مسؤولي القطاع، تمت رقمنة جميع أقسام المدرسة، التي تضم حوالي 130 تلميذ، ويتوفر كل تلميذ يتوفر على لوحة الكترونية، تتوفر على مجمل مواضيع الكتاب المدرسي.
ويضيف المصدر ذاته، أن اختيار هذه المدرسة وبهذه المنطقة تحديدا لم يكن عشوائيا بل كان تحدي لتحويل مدرسة من مدارس مناطق الظل إلى مدرسة عصرية مرقمنة.
من جهة أخرى، طالب سكان بلدية تيوت التي عرفت توسعا عمرانيا كبيرا مؤخرا، بانجاز متوسطة أخرى لتخفيف الضغط على المتوسطة الوحيدة بالبلدية، وهذا خلال زيارة الوالي مؤخرا إلى بلدية تيوت.
للإشارة، تتوفر ولاية النعامة على 128 مدرسة ابتدائية و 1203 حجرة دراسة بمعدل 25 تلميذ في القسم، حيث قدر عدد التلاميذ خلال هذه السنة 29398 تلميذ يؤطرهم 1329 أستاذا.
وتتوفر النعامة على 49 متوسطة بعدد أقسام يقدر بـ 617 حجرة دراسة، بمعدل 28 تلميذا في القسم، وقُدر عدد التلاميذ بـ 17398 يؤطرهم 1129 أستاذا، وتتوفر الولاية على 27 ثانوية بمجموع 410 حجرة دراسة وبمعدل 19 تلميذ في القسم، لـ 7616 تلميذ يؤطرهم 755 استاذا، إضافة إلى 12 وحدة كشف ومتابعة و5 داخليات.