دعا والي المسيلة المنتخبين المحليين إلى وضـع الانتماء السياسي جانبا والابتعاد عن الانحياز للـعـرش والالتزام بصفة الدولة، والشروع عـلى الفور فـي ممارسـة مهـامهم لخدمـة الصالح العـام دون “إقصاء ولا تهميش” واعدا إياهم بـ “الحماية اللازمة”.
بعـد استكمال مراسيم تنصيب رئيس وأعضاء المجلس الشعبي الولائي ورؤسـاء وأعضـاء المجـالس الشعبية البلديـة، التقى رؤساء البلديات اليوم الخميس، مع مدراء الهيئة التنفيذية تحت اشراف الوالي، لدراسة منهجية ومخطط العمل، ومقترحات التنمية المحلية، بقاعة المحاضرات ابن الهيثم بالقطب الجامعي بالمسيلة.
وأشار عبد القادر جلاوي، في كلمته، إلى أن الزيارات الميدانية سمحت له بتشخيص الوضـع التنموي والوقـوف ميدانيا علـى أهـم مطالـب واحتياجـات سـكان الولايـة، واتخاذ قرارات مـن شـأنهـا تـدارك النقائص والاختلالات المسجلة خاصـة فـي مجـالات توفير مياه صالحة للشرب، شبكات الصـرف الصحي، الكهرباء، الغاز، فك العزلة، التهيئة الحضرية، الصحة والتعليم..
وطالب رؤساء البلديات “بالإخلاص والثقة والشفافية والوضـوح في معالجـة القضايا والانشغالات بالمكاشفة والمصـارحة والتحلي بـروح المبادرة وروح المسؤولية”.
جلاوي: “أنتم كمسيرين للشـأن العـام تحضـون بالحماية اللازمـة”
وأكّد لهم في السياق “أنتم كمسيرين للشـأن العـام تحضـون بالحماية اللازمـة لأجـل تحـقـيـق الأهـداف التنموية المسطرة وتحسين آليات التسيير وأداء المرفـق العـام مـع الالتزام باحترام النصوص القانونيـة والتنظيمـات التشريعية المعمول بها في أداء مهامكم وطبقـا للصلاحيات المخولة لكم قانونا”.
وأكّد الوالي على ضرورة الحـوار واستعمال وسائط الاتصال المختلفة بين شرائح المجتمع في طرح ومعالجـة مختلف القضايا والمسـائل مـن خـلال خلايا الإصغاء والاستماع لانشغالات المواطنين وتحسين أليـات الاستقبال ودراسـة العـرائض والشكاوي عـن طريق المنصات الرقمية مع إجابة المشتكين في الوقت المناسب .
وشدّد في السياق على الابتعاد عن التصرفات “التي تمس بسمعة الإدارة العمومية وتفادي أساليب التحريض والصراعات والمساومات ونبذ أشكال التفرقة، الجهوية العشائرية في أوساط المواطنين”. وأيضا “الابتعاد عن كل الأفعال والتصرفات التي تتسبب في حصول الانسداد داخل المجالس الشعبية البلدية، الشيء الذي يؤثر على السير الحسن لهاته المجالس وبالتالي ضعف الأداء والتقصير في أداء المهام والواجبات اتجاه مواطني البلدية”.
وفيما يخص شق التنمية، دعا الوالي المنتخبين الجدد إلى إلزاميـة الإهتمام بتحسين وضعية المدارس والمؤسسات التربوية عبر بلديات الولاية لأجل تحسين ظروف التمدرس لفائدة التلاميذ من حيث الإطعام المدرسي، التدفئة المدرسية، توفير حافلات النقل المدرسي.
وتطرق جلاوي إلى ضرورة العمل على القضاء على النقاط السوداء والحفـر والتسربات الحاصلة في شبكات المياه الصالحة للشرب وقنوات الصرف الصحي. إضافة إلى تفعيل آليات محاربة البنـاءات الفوضـوية، وتنفيـذ أدوات التعمير والحفاظ على الجانب الجمـالي والعمراني للمـدن والقـرى وإحتـرام أدوات التعميـر ومـنح رخـص البنـاء وتفعيـل الشـباك الموحـد كـمـا جـاء فـي المخطـط التـوجيهي للتهيئـة والتعمير ومخططـات شـغل الأراضـي.
وأوصى المسؤول الأول عن الولاية، بتقديم مقترحـات التنميـة مـع إعطـاء الأولويـة تسجيل البرامج التنموية المختلفة، التي تساهم مباشرة في تحسين الإطار المعيشي للمواطن، التي طرحها ممثلي المجتمع المدني ولجـان الأحيـاء، وتم تأكيدهـا مـن طرف المنتخبين بالمجلس البلدي والمجلس الولائي.
ومن أجل تحصيل مداخيل أكبر للبلدية، والدفع بعجلة التنمية، دعا المسؤول ذاته إلى إعادة تثمين ممتلكات البلديات وتفعيل آليات تحصيل جبايتها المحلية.
وأوصى المنتخبين المحليين التحلي بالعدل والمساواة في التعامـل مـع المواطنين “على مسافة واحـدة” عنـد تـوزيـع الحصـص السكنية والقطـع الأرضـية الصالحة للبناء وتشجيع آليـات دعـم الإستثمار المنتج للثروة. واستحداث مناصب شغل، عـن طريـق إحـداث مناطق نشاطات مصغرة في البلديات، والاهتمام بفئة الشباب والاستماع والإصغاء لكـل انشغالاتها واهتماماتها وتشجيع حـاملي الأفكار وأصحاب المشاريع.