لم تعرف ولاية تندوف سنوات جفاف وقحط كالتي مرّت بها مؤخراً منذ سنة 2016، فالولاية التي يعتمد المُربُّون فيها على بعض الكلأ والكثير من إعانات الدولة من الشعير المدعّم، تنتظر تجسيد مشاريع تنموية المرتبطة بقطاع الفلاحة، حال دون تجسيدها على أرض الواقع، غياب أظرفة مالية موجهة لهذه المشاريع.
سطّرت مديرية المصالح الفلاحية بولاية تندوف برامج تنموية موجهة لفلاحين ومربين بالولاية، قصد التكفل بهم والنهوض بالقطاع بعد سنوات من الجفاف.
وتسعى المصالح المختصة في إطار مجابهتها لظاهرة الجفاف إلى إعادة الاعتبار لـ16 بئر رعوية مجهزة بنظام الضخ بواسطة النواعير الهوائية، تضاف لها 33 بئرأ أخرى مجهزة بالطاقة الشمسية، وإنجاز 3 مناقب موجهة للمناطق الرعوية في كل من حاسي خبي، أم العسل ومنطقة لكحال. انتهت الاشغال في بعضها بنسبة 100% في انتظار الاستفادة من التجهيزات.
قطاع الفلاحة هذه السنة، شهد إعداد مشاريع كثيرة رغم المشاكل المتعلقة بقلة المياه الجوفية، حيث سارعت مديرية المصالح الفلاحية الى وضع مخطط عمل يهدف الى تمويل انشاء 180 بيت بلاستيكي مزودة بشبكة تقطير، بالإضافة الى تمويل 150 هكتار من النخيل بنظام السقي بالتقطير، و إنجاز 08 مناقب في إطار عمليات صندوق تنمية مناطق الجنوب.
ولم يقتصر التمويل على الفلاحين فحسب، بل امتد الى صغار المربين، من خلال تخصيص 200 وحدة من المواشي الموجهة للمرأة الريفية في مناطق الظل، بالإضافة الى 100 وحدة أخرى بمعدل 06 رؤوس ماعز في كل وحدة تجري حالياً عملية اقتنائها.
لكن لأسباب تتعلق بغياب الأظرفة المالية، تبقى هذه المشاريع مجرد حبر على ورق، فهذه المشاريع التي طال التخطيط لها، لا يعرف المهنيون في قطاع الفلاحة آجال تجسيدها.
فمديرية المصالح الفلاحية بالولاية عملت جاهدةً رفقة شركاء القطاع والهيئات التقنية على التخطيط لهذه البرامج، فبين إلزامها بالنهوض بالقطاع وتوفير احتياجات المهنيين وبين غياب الأرصدة المالية الموجهة لتجسيد هذه المشاريع، تبقى المصالح الفلاحية بالولاية في موقف المتفرج في انتظار التمويل المركز لهذه المشاريع.