تستفيد مستثمرات فلاحية بوهران ومستغانم من مشروع ري ذكي تنطلق في تجسيده فرقة بحث من جامعتي وهران 1 “أحمد بن بلة” وعبد الحميد بن باديس بمستغانم، سبتمبر القادم.
يساهم مشوع الري الذكي في الحفاظ على الثروة المائية وتحسين الإنتاج الزراعي كما وكيفا، حسبما كشف عنه رئيس المشروع، كشار بوعبد لله.
ويدخل المشروع مرحلة تركيب النماذج الأولية لجهاز النظام ري آلي “ستارت كيت” في سبتمبر القادم على مستوى مستثمرات فلاحية صغيرة بوهران وبمستغانم، تم اختيارها كمزارع نموذجية، حسب الأستاذ كشار، مشيرا إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار برنامج “انتال اريس بريما” الخاص بالزراعة الدقيقة بالمنطقة الأورو-متوسطية.
وقام بتطوير هذه النماذج فريق من الباحثين الجامعيين المختصين في الإلكترونيك و الإعلام الآلي من مخبر الحوسبة الصناعية للشبكات تابع لقسم لدائرة الإعلام الآلي لكلية العلوم الدقيقة والتطبيقية لجامعة وهران 1، وباحثين في الزراعة من جامعة مستغانم.
وأضاف رئيس المشروع في ذات السياق أن “مشروع نظام الري الآلي الذي تجسده الجامعتان المذكورتان تموله المديرية العامة للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي”.
وتمكن هذا الفريق الذي انطلق في تجسيد مشروع الري الذكي منذ سنة في صناعة خمسة نماذج و بإمكانه انجاز 15 أخرى و حتى 100 نموذج وفق ذات الباحث الذي أشار إلى أن “نظام الري الآلي يعتبر بسيطا متكيف مع المزارعين الصغار وهو عبارة عن جهاز حساب مربوط بشبكة معلوماتية يعمل على قياس رطوبة التربة لمعرفة مدى احتياجاتها من المياه وإرسال المعطيات لعرضها على شاشة الكمبيوتر وهاتف نقال الفلاح من أجل التحكم في عملية السقي عن بعد، وعلى مسافة طويلة تصل إلى 30 كلم بفضل اعتماد تكنولوجية متطورة.
ويستهدف مشروع نظام الري الذكي الذي يدوم إلى غاية 2024 أحد عشر مستثمرة فلاحية كأقصى حد بولايتي وهران ومستغانم، منها 6 مزارع بوهران. اثنتين ببوسفر مختصتين في زراعة الطماطم والكروم، وأخرى في شعبة الحمضيات بمسرغين والباقي بقديل ووادي تليلات في أنواع أخرى من الغراسات.
للعلم، تتوفر جميع هذه المستثمرات على نظام سقي بالتقطير وفق الباحث كشار الذي أكد بأن فريق البحث الذي يعمل على هذا النظام المبتكر تلقى مرافقة و مساعدة من طرف مديرية مصالح الفلاحة لوهران.
ويكمن هدف هذا المشروع الذي يأخذ بعين الاعتبار الممارسات الزراعية وأنواع التربة والظروف المناخية في اعتماد التكنولوجيات الحديثة للري ووضع نظام تحكم أمثل للمياه بتكلفة منخفضة والارتقاء بأداء الفلاحين وتطوير خبرتهم المهنية والرفع من الإنتاج كما و كيفا. هذا إلى جانب معرفة ما يجري تحت التربة لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكون مشتركة مع الفلاحين، وفق البروفيسور كشار.
من جهته، قال رئيس جمعية الساقيين بالمياه المعالجة لولاية وهران، حسن بوعلام أن “مشروع نظام السقي الآلي يعتبر تجربة جديدة و مبادرة جيدة تساعد الفلاح على تحسين ظروف عمل الفلاح واكتساب معارف متطورة للسقي لاسيما في مجال اقتصاد الماء و الحفاظ على هذه الثروة”.
وفي إطار برنامج مشاريع البحث الوطني المعتمدة من طرف المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، انطلق مخبر الحوسبة الصناعية للشبكات لجامعة وهران 1 في نهاية جوان الماضي في تجسيد مشروع بحث نظام ري آلي ثاني يرتكز على تسيير سقي آلي بعدة مزارع في وقت واحد، مع الاستشعار مسبقا بالأمراض الذي تصيب المحاصيل.
للإشارة يتم تجسيد هذا المشروع مع مديرية مصالح الفلاحة لوهران.