تمكّنت المديرية الجهوية للجزائرية للمياه بولاية الشلف من تجاوز النقاط السوداء في الشبكة، ومعضلة توزيع المياه بالمجمّعات الكبرى، واستهداف مناطق الظل ضمن برامج ولائية لعين الدفلى، تيسمسيلت، الشلف وغليزان بمعايير الجودة والنوعية، بفضل عدة عمليات لمصالحها المختصة.
هذه العمليات جاءت تجسيدا للمخطط الميداني الذي وضعته المديرية الجهوية لمنطقة الشلف، تطبيقا لتعليمات وزارة الموارد المائية والمديرية العامة للجزائرية للمياه، الرامية إلى توفير المادة وتوزيعها على الساكنة، بما فيها مناطق الظل المدرجة ضمن المخطّطات الولائية.
إجراءات استباقية
لم ينف المعنيّون بتسيير الوحدات، الدور الكبير لمياه السدود المتواجدة عبر إقليم الولايات المعنية، ومنابع مياه الآبار الجوفية التي منحتها الوزارة كحصة استعجالية ضمن 3 عمليات بكل من منطقة العطاف والروينة بولاية عين الدفلى، و4 آبار ببلديات ما زونة وسيدي امحمد بن علي والقطار بغليزان، والتي دخلت حيز الاستغلال، تضاف إليها مياه السدود المزوّدة بمحطات المعالجة والتصفية،
ويتعلق الأمر بكل من سد سيدي أمحمد بن طيبة ببلدية عريب،وسديّ بورومي وغريب ببلدية واد الشرفة وأولاد ملوك بزدين، في ولاية عين الدفلى، وكراميس ومديونة وسيدي امحمد بن علي وبني زنطيس في غليزان، وسد سيدي يعقوب بالشلف، في انتظار إنهاء مشروع المحطة وجر مياه كاف الدير نحو منطقة بريرة بذات الولاية، وكدية الرصفة بتيسمسيلت الذي يمون 17 بلدية، يقول مدير منطقة الشلف فضيل بن مونة في لقائه بـ «الشعب».
هذه المرافق القاعدية والهياكل المائية، ما كان لها أن تلبّي احتياجات السكان، لولا بعض العمليات التي تم تنفيذها ميدانيا، وأكدها لنا السكان بعدة مواقع بالمناطق الحضرية والأرياف التي فضلوا الاستقرار بها، وهي العمليات التي أوضح بشأنها مدير وحدة عين الدفلى محمد بوطواف، ومسؤول القطاع الجهوي لمنطقة الشلف فويل بن مونة، تدخل ضمن التحركات الاستباقية التي شملت ضبط برنامج التوزيع للماء الشروب عبر 112 بلدية من جملة 131 تقوم بتسييرها الجزائرية للمياه عبر الولاياتالمعنية، حيث شملت عمليات الصيانة وإصلاح التسربات بإمكانيات المؤسسة، وتمّ إحصاء 5215 تسربا بالشلف، 5037 بغليزان، 3230 بعين الدفلى و1594 تسربا بولاية تسمسيلت بمجموع فاق 15076 تسربا.
أما بخصوص عمليات التكليس، فقد مسّت ما يفوق 904 مرفق خضع لإزالة هذه المواد المؤثرة على نوعية المياه، يشير مدير المنطقة.
إزالة النّقائص بمناطق الظل
ساهمت الاستثمارات الكبرى، خاصة بمحطات المعالجة والتصفية، سواء لمياه البحر، كما هي الحال بمحطة ماينيس بتنس، التي تنتج 200 ألف متر مكعب يوميا، موجهة لتموين 29 بلدية من أصل 35 بولاية الشلف، في انتظار إنهاء مشروع المحطة بسد كاف الدير، الذي تشرف على إنجازه مؤسسة الجزائرية للمياه للتكفل بسكان بلدية بريرة ومداشرها ومناطق الظل بها، تضاف إلى النسب المنتجة بسدود عين الدفلى وغليزان وتيسمسيلت.
تضاف إليها مياه الآبار التي تمّ اعتمادها كمشاريع جديدة ضمن المخطط الاستعجالي لتدارك النقص الذي سببه الجفاف خلال السنة المنصرمة، والذي أثّر على منسوب المياه بالسدود كما هو الحال بغليزان التي عرفت إنجاز 4 آبار، وعين الدفلى التي استفادت من3 آبار لتموين البلديات الجنوبية كبلعاص، الماين، تبركانين، بطحية، الحسانية وجزء من بوراشد والروينة، مع تلبية طلبات سكان المداشر ومناطق الظل التابعة للبلديات المذكورة بالولايات الأربع حسب المخطط الذي تكفّلت به وزارة القطاع ونفذته السلطات الولائية عن طريق المديريات القطاعية للري.
وفي سياق توفير الماء وضمان النوعية، ساهمت السلطات الولائية والإدارات القطاعية بتنفيذ مشاريع لتجديد قنوات الماء الشروب وتوسيع الشبكة، خاصة المهترئة منها التي كانت سببا في التسربات، وهو ما مكّن من استرجاع كميات كبيرة من المياه الضائعة، يقول مدير المنطقة.
هذه الاستثمارات الكبيرة التي كلفت ميزانية الدولة الملايير، انعكست إيجابيا على مستوى الوفرة والنوعية وتحقيق الإريحية لدى الزبائن.
تحسين الخدمة وتحصيل المستحقّات
لم تكتف المؤسسة بعملية التكوين الداخلية والخارجية للتأطير البشري، والرفع من أداء الأعوان ضمن منظومة التسيير، بل لجأت إلى عامل التحسيس والتوعية التي باشرتها قبل موسم الاصطياف ضمن الإجراءات الاستباقية مع الزبائن، وفق رزنامة الحاجات الميدانية التي لقيت استحسان السكان والجمعيات المحلية، ولجان الأحياء الذين لهم علاقة مباشرة مع وحدات ومراكز الجزائرية للمياه عبر الولايات المعنية التي عملت على حشد مواردها البشرية والمادية رغم محدوديتها، بهدف ترشيد الاستهلاك المحلي من طرف الزبائن، والمحافظة على الموارد المائية التي كلّفت خزينة الدولة أموالا طائلة لتوفير هذه المادة، خاصة في فصل الصيف المعروف بحرارته على مستوى هذه المناطق الريفية والحضرية.
وعبّر أبناء بلديات الحجاج وبوقادير وواد الفضة وبني راشد بالشلف، وواد رهيو، وسوق الحد بغليزان، والعطاف وخميس مليانة، وعين لشياخ، وبوراشد بعين الدفلى، وبرج بونعامة، والأزهرية، وتملاحت بتيسمسيلت، عن استحسانهم بتكثيف المشاريع الخاصة بالقطاع ضمن عملية توسيع التغطية التي باشرتها المؤسسة منذ أربع سنوات مضت، حسب تصريحات محدثينا بذات البلديات التي عرفت قفزة نوعية، خاصة بعد إسناد عملية التسيير للمؤسسة، منذ عهد الإدارة السابقة للمديرية الجهوية لمنطقة الشلف، التي عززت تواجدها بهذه البلديات ضمن الحوكمة في التسيير، والاستماع إلى انشغالات الزبائن وإيصال هذه المادة إلى أبعد نقطة.
وفي سياق هذه العمليات، تعززت بعض المناطق بوضع العدادات الفردية لكل زبون، وتمكنت المؤسسة بشهادة زبائنها والمتتبعين لنشاط إطارات المؤسسة وأعوانها، تحسين الخدمة العمومية وضمان أكبر نسبة في تحصيل المستحقات الخاصة بالاستهلاك، وهو مؤشر – بنظر إدارة منطقة الشلف – يدل على وعي زبائنها على مستوى الوحدات والمراكز المكلفة بالتسيير بالولايات المعنية.
تحدّيات ورهانات
هذه الرّهانات التي تعمل مؤسسة الجزائرية للمياه على تحقيقها وتجسيدها ميدانيا، تأتي ضمن أهداف وزارة القطاع والمديرية العامة للمؤسسة لضمان وفرة المادة وبنوعية وجودة تكون في مستوى الاستثمارات المالية التي وضعتها الدولة لتحسين الإطار المعيشي للسكان حفاظا على صحة المواطن واستقراره، خاصة بمناطق الظل والمداشر التي عاد إليها النشاط الاجتماعي والمدن الحضرية التي تنفّست خلال الأربعة أعوام الأخيرة، بالمقارنة مع السنوات المنصرمة، مثلما يرى إطارات المؤسسة التي تعزّزت بكوادر جامعية في التسيير والمناجمت لرفع التحديات وكسب الرهانات التي واجهت الجزائرية للمياه، يقول محدثونا بعين المكان.
الشلف: و – ي – أعرايبي