أجمع أساتذة جامعيون ومختصون في المجال السياحي، في ملتقى وطني موسوم بــ ” السياحة في المناطق الحدودية ودورها في تعزيز سبل التعاون الإقليمي والدولي”، على ضرورة تنويع السياحة لرفع مداخيل الإقتصاد الوطني وفقا للتوجه الجديد للجزائر.
تأتي التظاهرة الوطنية الجارية فعالياتها عبر تقنية التحاضر عن بعد بجامعة الحاج موسى أخاموك بعاصمة الأهقار، والمنظمة من طرف فرقة البحث والمقاولاتية بالتعاون مع وكالة أناد و مديرية السياحة، حسب تصريح رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدكتور سيف الدين تلي، لأهمية السياحة في تحقيق التنمية الاقتصادية وتطوير الصناعة السياحية التي تعتبر من بين أهم الصناعات المتنامية في العالم.
قطاع السياحة بالجزائر حقق نموا مستداما يقدر بـ 3.9%
وأضاف المتحدث أن آخر تقرير للمجلس العالمي للسفر والسياحة، أشار إلى أن قطاع السياحة بالجزائر حقق نموا مستداما قدره 3.9% ، ما يؤهله ليكون أكبر البدائل التنموية المتاحة، وعليه فإن تطوير هذا القطاع أصبح ضرورة ملحة -على حد قوله- وذلك بوضع برامج تنموية تساعد على تنويع السياحة بهدف رفع مداخيل الاقتصاد الوطني وفقا للتوجه الجديد للدولة.
بدوره أكد رئيس الملتقى، الدكتور أحمد إدابير، أن اختيار عنوان الملتقى جاء لما يكتسيه قطاع السياحة في هذه المناطق من أهمية كبيرة في مد جسور التعاون سواء في بعده الإقليمي والجهوي أو على المستوى الدولي.
ويضيف المتحدث، أن النظام الدولي اليوم قائم على ثلاثة مستويات من العلاقات بين الدول تنحصر في العلاقات العدائية، العلاقات التعاونية، والعلاقات التنافسية.
ويقول في السياق” يستطيع القطاع السياحي أن يغوص في أعماق العلاقات التعاونية بين الدول، لما يحمله من تبادل ليس على مستوى الخدمات السياحية فحسب، وإنما أيضا على مستوى تقارب الثقافات وتصدير لقيم وأفكار قادرة على المساهمة في تعزيز عوامل التعاون بين الدول، لذلك جاءت الفكرة الأساسية لهذا الملتقى للكشف عن سبل تحقيق ذلك ومعرفة حظوظ تجسيدها على أرض الواقع، خاصة في المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل الإفريقي باعتبارها تمثل الجوار المباشر للجزائر، ثم على المستوى القاري ومنه على المستوى الدولي”.
مقومات السياحة الحدودية في الجزائر
ومن أجل ذلك، يضيف رئيس الملتقى “تم التركيز على وضع مجموعة من المحاور في شتى التخصصات كالعلوم الاقتصادية والعلوم القانونية والإدارية، وأيضا العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الى جانب العلوم المرتبطة بالانثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا، تحسبا منا في النهاية للخروج برؤية مركبة ومشتركة عابرة للتخصصات، تجيب على جميع الإشكالات المتعلقة بموضوع الملتقى”.
من جهة أخرى، أكد الدكتور محمد معطالله رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى، على أهمية هذه التظاهرة وإيجابياتها في دعم المناطق الحدودية نظرا للمقومات المعتبرة التي تتوفر عليها، وباعتبارها أداة فعالة للمقصد السياحي في الجزائر، معرجا بالحاضرين على مختلف المؤهلات التي تتمتع بها الجزائر عامة والمناطق الحدودية خاصة مثل المقومات الدينية، والثقافية والرياضية والطبيعية التي تستدعي دراسات معمقة من أجل تثمينها والترويج لها من خلال مشاركة الجامعة والباحثين
الأكاديميين.
ويستدعي الأمر تثمين المشاريع والأفكار الإبداعية لدى الشباب خاصة في مجال السياحة، و ذلك من خلال المرافقة والمتابعة للمشاريع الممولة، حسب ممثل الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية بتمنراست، خالد بلعور .
وقال ممثل مديرية السياحة والصناعة التقليدية للولاية عبد الوهاب مرماري “إن تحقيق تنمية سياحية مستدامة ناجحة في المناطق الحدودية، يستدعي مشاركة السكان في حماية الموارد البيئية والاجتماعية الاقتصادية والثقافية، وذلك بالاعتماد على مقاربة تسمح بتوظيف القرابة العائلية بين سكان مناطق الحدود في تنشيط السياحة المحلية وتحيين المخطط الوطني لتهيئة الإقليم تماشيا مع المتغيرات الجديدة.
وتطرق المتدخل أيضا إلى الرهانات الكبرى والتوجهات الأساسية لتنمية المناطق الحدودية للبلاد، وكذا المجهودات المبذولة لضمان تنمية متوازنة في تنشيط السياحة الوطنية والإقليمية، من خلال إنشاء هياكل ومعدات للسياح وتحقيق تنمية حضارية مناسبة لخصوصية المناطق الحدودية.
وتتواصل فعالية الملتقى، الذي سجل مشاركة قرابة 100متدخل من 38ولاية، على مدى يومين من الجلسات العلمية بهدف الوصول إلى نتائج ورفع توصيات عملياتية من شأنها ترقية القطاع السياحي في الجزائر، وتنمية الوعي لدى الجمهور بمدى أهمية هذا القطاع الاستراتيجي.